كل شخص منا في هذه الحياة لابدّ و أنه سمع عن شيء يسمى الالكترونيات، الالكترونيات تغزو عالمنا بشكل كبير جداً، كل شيء من حولنا يحتوي على الالكترونيات، قد يتسائل البعض ماهي الالكترونيات؟!

الالكترونيات مجال واسع يدرس الشحنات الكهربائية من الموصلات اللافلزية، كما يشير مصطلح الكهرباء إلى تدفق الشحنات الكهربائية من خلال موصلات فلزية،و في قاموس تشامبرز توينيث سينشري(Chambers Twentieth Century ) تُعَرَّف الالكترونيات بأنها العلم والتكنولوجيا لتوصيل الكهرباء في فراغ أو غاز أو أشباه الموصلات و الأجهزة القائمة عليها.

نشأت الهندسة الالكترونية في صناعة التلغراف في أواخر القرن التاسع عشر، و في صناعة الراديو والهاتف في أوائل القرن العشرين، أصبح موضوع الهندسة الالكترونية منفصلاً عن الهندسة الكهربائية كموضوع على مستوى الجامعة عام 1960، قبل ذلك كان يجب على طلاب الالكترونيات التسجيل في قسم الهندسة الكهربائية لعدم وجود أقسام للالكترونيات، في عام 1904 ابتكر جون أمبرز فلمنج

( John Ambrose Fleming ) (أول أستاذ للهندسة الكهربائية في جامعة لندن) أول صمام مفرغ (الديود) ، ثم في عام 1906 طوّر روبرت فون ليبين (Robert Von Lieben) و لي دي فورست (Lee de Forest) الصمام مكبر الصوت يشكل مستقل تحت اسم الصمام الثلاثي، وغالباً ما تعد الالكترونيات بدأت عند اختراع الصمام الثلاثي.

في بدايات 1880 قام العالم دايفيد ادوارد هوفز (David Edward Hughes) ببث الامواج الكهرومغناطيسية، و في عام 1883 اقترب توماس اديسون (Thomas Edison) من الاستخدام الفعلي لهذه الامواج و سجّل براءة اختراع لصنعه جهاز يُظهر انتقال التيار المستمر في وسط مفرغ من الهواء، وعرضه في المعرض العال للكهرباء في فيلاديلفيا (Philadelphia).

وجاء التطوير الثاني للكهرومغناطيسية بين عامي 1886 و 1888 وذلك عندما قام هينريك هيرتز (Heinrich Hertz) بتوليد واستقبال أمواج كهرومغناطيسية بتردد معين قام بضبطه بدقة في مجال وسطي، بين  الاهتزازات السمعية (acoustic-oscillations) للأجسام الموزونة و اهتزاز الضوء (light-oscillations) في الأثير.

بدأ التطوير الثالث في عام 1894 و 1895 عندما قام اوليفر لودج (Oliver Lodge) و ألكسندر بوبوف (Alexender Popve) بأول بث إذاعي، كما قام غوغليلمو ماركوني( Guglielmo Marconi) بأول بث عابر للمحيط الأطلسي عام 1901، و أول بث بعيد المدى للصوت و الموسيقى قام به ريجنالد فيسيندن (Reginald Fessenden) في عام 1906، و جاء اختراع جون فليمينغ (John Fleming) للأنبوب المفرغ من الهواء، الصمامات الثنائية و الديودات عام 1904، كما اخترع غرينليف بيكارد (Greenleaf Pickard) الديودات التلامسية في عام 1906، و اخترع العالم لي دي فورست (Lee de Forest) الصمام الثلاثي (الترايود) عام 1907.

في عام 1910 استُكمِلت كل المتطلبات التقنية الاساسية و تمت صناعة جهاز الراديو، و في عشرينيات القرن العشرين اقتربنا من الكترونيات الحالة الصلبة، تم طرح مفهوم الترانزستورات من قبل العالم جوليوس أدغار ليلينفيلد (Julius Edgar Lilienfeld) ، و في عام 1934 سجلت براءة اختراع للعالم أوسكار هيل(Oskar Heil) لصنعه جهاز مماثل، و في عام 1939 اكتشف راسل أوول (Russel Ohl) وصلة P-N.

أجهزة الحالة الصلبة فتحت الباب امام التطور الرابع، بدايةً من الدارات المتكاملة، ثم المعالجات الصغرية في عام 1971-1972.

مختبرات بيل (Bell Laboratories) ، شركة  RCA ، فيرشايلد للمواد نصف الناقلة (Fairchild Semiconductor) ، آلات تكساس (Texas Instruments) و إنتل (Intel) كان لهم الدور الرئيسي في تمكين هذه الموجة من التطور.

أما التطوير الخامس كان مبنياً على تحسينات سابقة خلال فترة طويلة، فقد تبع هذا التطور تكاثر هائل للمعالجات الصغرية في مجال الاتصالات.